مدينة مكناس تعتبر من أهم العواصم التاريخية فهي مدينة التراث العالمي الإنساني وبوابة تافيلالت مهد الثقافة المغربية ونبع الملحون, كما أن موقع العاصمة الإسماعيلية في وسط المغرب أدى إلى مرور مجموعة من الشخصيات الفنية والثقافية بهذه المدينة الذين تركوا بصمات فنية بها واستفادوا من فنونها التراثية والإبداعية في جميع المجالات , وعاصمة الزيتون التي حباها الله بجمال طبيعي خلاب وساحر ما أهلها أن تكون من أهم العواصم الفلاحية , مما أعطى لأبنائها الحس الشاعري , والنفس الغنائي الذي برز من خلال عدة رموز غنائية في شتى الأنماط الموسيقية ضف إلى ذلك أن مدرسة الملحون في مدينة سيدي عبد القادر العلمي والفقيه العميري ومجموعة من الشعراء وشيوخ الكريحة الفطاحل , تميزت بالفصاحة و النطق السليم والصوت الفيلالي و اهتمت المدرسة المكناسية أيضا بتكوين العازفين في هذا المجال تكوينا جيدا ويرجع الفضل لمجموعة من الفنانين وعلى رأسهم العازف المتميز في حضيرة الملحون الحاج محمد الوالي , والشاعر الكبير الأستاذ أحمد أكومي أطال الله عمرهما , وتبقى مدينة الفنون الذي كان المستعمر يسميها بباريس الثانية , متحف ومدرسة للفنون المغربية بامتياز فهي مدينة القامة المسرحية الدكتور حسن المنيعي وآخرين... , ومدينة الملحون وعاصمة الفن والطريقة العيساوية والفن الكناوي وأهل لثوات و القائمة طويلة . مما يؤهلها أن تحتضن معهد عالى للفنون التراثية المغربية لحمايتها من الضياع ومن غول إسمه العولمة.
فهذا المعهد يمكن أن يضم خزانات توثق للموروث الموسيقي المغربي الذي أصبح عرضة للضياع وحان الوقت لجمع شتات هذه الأنماط التراثية في المغرب, وخروج البحوث الجامعية التي تقدر بالآلاف ولا يعرف عنها حتى المهتمون شيئا وهي سكينة رفوف الجامعات و توثيق النصوص التراثية على شكل دواوين وإخراجها من الخزائن وجعل التراث مادة قارة تدرس من خلال المقررات التعليمية...البحث عن طرق لتسويق هذا المنتوج بشكل عقلاني وطرق حديثة, لأن التراث لم يستفيد بعد من التطورات التقنية الحديثة في هذا المجال , ومهما قلت فمكناس تبقى أكبر من وصفي وأتمنى أن تعمل كل الجهات المكناسية صاحبة القرار في جميع المجالات عموما والشأن الثقافي والفني على الخصوص, في الاشتغال على استرجاع مجموعة من مهرجانات المدينة وأن تعطيها البعد الدولي ورد الاعتبار لرموز المدينة الثقافية و الفنية في زمننا هذا الذي أصبحة الثقافة إستثمار. سعيد المفتاحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق